(باب أحكام الأرضين)
  وروي جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة بن الزبير يذكران عليًّا # فنالا منه.
  قلت وبالله التوفيق قد تقدم عن النبي ÷ أنّ عليًّا # لا يبغضه إلا منافق وقد تقدم عن النبي ÷ أنّه قال «سباب المؤمن فسق».
  وفي أمالي المرشد بالله # أخبرنا أبو القاسم التنوخي الصوري قراءة عليه قال أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان الفسوي قراءة عليه وأنا أسمع سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة قال أخبرنا جدي حرملة بن يحيى قال أخبرنا أبو وهب قال أخبرنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: قال أبو حازم إنّ سليمان بن هشام بن عبد الملك قدم المدينة، ومعه ابن شهاب فأرسل إلى أبي حازم فدخل عليه فإذا سليمان بن هشام متكئًا وابن شهاب عند رجليه قاعدا فسلمت وأنا متكئ على عصائي فقال ابن شهاب: ألا تتكلم يا أعرج قال قلت وما يتكلم الأعرج ليست للأعرج حاجة جاء لها فيتكلم فيها وإنّما جئت لحاجتكم التي أرسلتم إليّ فيها وما كل من يرسل إليّ آتيه فلولا الفَرَق من شرّكم ما جئتكم فجلس سليمان بن هشام فقال: ما المخرج مما نحن فيه؟ فقال أبو حازم أعاهد الله في نفسي لا تمنعني دريهماتك أنّ أقول لك الحق في الله قال: قلت المخرج مما أنت فيه لا تمنع شيئًا أعطيته من حقٍ أمرك الله أن تجعله فيه ولا تطلب شيئًا منعته لشيء نهاك الله أن تطلبه. قال ابن هشام ومن يطيق هذا؟ قال يطيقه من طلب الجنة وهرب من النار وذلك فيهما قليل. فقال سليمان: ما رأيت كاليوم حكمة قط أجمع ولا أحكم. قال ابن شهاب فإنّه جار لي وما جالسته قط. قال أبو حازم إنّي مسكين ليست لي دراهم لو كانت لي دراهم: جالستني.
  فقال ابن شهاب قرضتني. قال: إياك أردت. ثم قال ابن شهاب ألا تحدثني يا أبا حازم بشيء بلغني إنّك وصفت به أهل العلم وأهل الدنيا قال بلى إنّي أدركت الدنيا تبعا لأهل العلم حيث كانوا يقضى لأهل العلم بما قسم الله لهم من العلم حوائج دنياهم وآخرتهم ولا يستغني أهل الدنيا من أهل العلم لنصيبهم من العلم ثم حال الزمان فصار أهل العلم تبعًا لأهل الدنيا حيث كانوا فدخل البلاء على الفريقين جميعًا ترك أهل الدنيا النصيب الذي تمسكوا به من العلم حين رأو أهل العلم قد جاؤوهم، وضيع أهل العلم جسيم ما قسم لهم باتِّباعهم أهل الدنيا.
  قلت وبالله التوفيق وهذا تصريحٌ بجرح الزهري والجارح له هو أبو حازم سلمة