الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل في الضيافة)

صفحة 304 - الجزء 2

  كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوؤني ما أرى بكم وقام ÷ فانطلق معهم فرأى فاطمة & في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك فنزل جبريل # وقال خذ يا محمد هنأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.

  ويستبعد هذا الخبر بعض النواصب ويورد النهي عن صيام⁣(⁣١) الوصل.

  والجواب وبالله التوفيق إن الله ø مدح أهل بيت محمد ÷ كما في السورة الكريمة. والنهي عن صيام الوصل متأخر عن نزول هذه الآيات. وحدوث هذه القصة، وأن الله سبحانه جعل ذلك خاصًا لمشرفهم سيد الرسل صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ولما في ذلك من المطابقة لقوله ÷ «اتقوا النار ولو بشق تمرة» رواه في الجامع الصغير وقال رواه البخاري ومسلم والنسائي عن عدي بن حاتم مرفوعًا ومسلم عن عائشة مرفوعًا كذلك والبزار والطبراني في الأوسط ورواه الضيا عن أنس مرفوعًا والطبراني في الكبير عن ابن عباس عن أبي أمامه مرفوعًا ورواه أحمد والبخاري ومسلم عن عدي بن حاتم بزيادة: «فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة» ورواه البغوي في الصحاح من المصابيح.

  وفي الجامع الصغير عن أبي هريرة عن النبي ÷ أنه قال «إن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينفع المساكين ثلاثة الجنة: صاحب البيت الآمر به، والزوجة المُنْحِلة، والخادم الذي يناول المسكين». قال أخرجه الحاكم.

(فصل في الضيافة)

  من سنن المرسلين À قال الله تعالى {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ٢٤}⁣[الذاريات] الآية ومنع الضيافة من خلق الاشقياء قال سبحانه في قصة موسى والخضر ª {حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا}⁣[الكهف: ٧٧] الآية.


(١) ليس بوصل مع تضمن الخبر إنهم لم يذوقوا إلا الماء فتأمل انتهى نقلًا عن الام.