الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في صوم يوم الشك)

صفحة 320 - الجزء 2

  وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، عن عائشة قالت قال لي رسول الله ÷ ذات يوم: هل عندكم شيء؟ قلت لا. قال: فإني صائم. فلما خرج أهدِيَت لنا هدية فلما جاء قلت: يا رسول الله أهديت لنا هدية وقد خبَّأت لك شيئًا. فقال هاتيه فجيت بها فأكل ثم قال: كنت أصبحت صائمًا. ذكر ذلك ابن حجر التلخيص وفي بلوغ المرام.

  قلت: وهذا واضح الدلالة في انعقاد صيام النّفل في حق من لم يَطْعَم وإن لم يُبَيِّت وفي إن له الخيار إن شاء أتم وإن شاء أفطر.

(فصل) (في صوم يوم الشك)

  في شرح التجريد: روى ابن أبي شيبة عن أم سلمة أن النبي ÷ كان يصومه.

  وفيه: ومن المعتمد في هذا الباب ما اشتهر عن أمير المؤمنين # أنه قال: لأن أصوم يوماً من شعبان أحب الي من أن أفطر يوماً من رمضان انتهى وهما في أصول الأحكام وفي الشفاء وله شاهد وهوما أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي عن أم سلمة ^ قالت ما رايته ÷ يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان.

  قلت: وذلك يَتَضَمَّن صيام يوم الشَّك.

  وفي التلخيص حديث علي # أنه قال: لأن أصوم يومًا من شعبان أحب إليَّ من أن أفطر يوماً من رمضان رواه الشافعي من طريق فاطمة بنت الحسين أن رجلاً شهد عند علي # على رؤية الهلال فصام وأمر الناس إن يصوموا وقال: أصوم يوما من شعبان. فذكره وأخرجه الدارقطني من طريق الشافعي وسعيد بن منصور عن شيخ الشافعي عبد العزيز بن محمد الدراوردي.

  وفي أمالي أحمد بن عيسى @: قال محمد: حدثني جعفر عن قاسم في صوم اليوم الذي يُشَكُّ فيه من رمضان قال لا بأس أن يصومه وقد قال علي بن أبي