الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في ذكر ليلة القدر]

صفحة 349 - الجزء 2

  الفجر قال جبريل #: «يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون يا جبريل: ما صنع الله في حوائج المؤمنين فيقول: إن الله نظر اليهم في هذه الليلة وعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة رجل: مدمن خمر. وعاق والديه، وقاطع رحم، ومشاحن. قيل وما المشاحن يا رسول الله؟ قال: المُصارم».

  وفي الجامع الكبير، عن النبي ÷ قال «إذا كان ليلة القدر نزل جبريل # في كبكبة من الملائكة $ يصلُّون على كل قائم أو قاعد يذكر الله تعالى. فإذا كان يوم عيدهم باهى الله الملائكة فقال: يا ملائكتي ما جزاء أجير وفّي عمله؟ قالوا: ربنا جزاؤه إن يوفى أجره قال: يا ملائكتي عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم ثم خرجوا يَعُجُّون إلي بالدعاء وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وارتفاع مكاني لأجيبنهم فيقول: ارجعوا فقد غفرت لكم، وبدلت سيئاتكم حسنات فيرجعون مغفورا لهم». قال أخرجه البيهقي في شعب الإيمان.

  وأخرج أحمد في مسنده والطبراني في الكبير وأبو داود والطيالسي وابن نصر وسعيد بن منصور عن جابر بن سمرة، عن النبي ÷ أنه قال: «التمسوا ليلة القدر. في العشر الأواخر من رمضان في وتر فإني قد رأيتها فنسيتها».

  ومعنى رأيتها: علمت أي ليلة هي ثم نسيتها ÷ لحكمة في ذلك علمها الله تعالى وليس المراد أنه يرى نوراً أو أمر غير ذلك والله اعلم.

  وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر، عن النبي ÷ أنه قال: «التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر».

  وأخرج الخطيب عن ابن عمر عن النبي ÷ أنه قال: «التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان».

  وأخرج أحمد في مسنده وأبو يعلى وابن خزيمة وأبو نعيم في الحلية وسعيد بن منصور عن النبي ÷ «التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وتراً».

  وأخرج ابن نصر والخطيب عن ابن عمر: «التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من رمضان في التاسعة والخامسة».