الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(الأول: الإحرام)

صفحة 34 - الجزء 3

  قلت وبالله التوفيق: العمل بما سيأتي من الروايات أرجح من العمل بحديث عائشة.

  ويرجحه ما أخرجه ابن ماجة في سننه أن رجلا قال لرسول الله ÷ - مَ الحاج؟ قال: «الشعث التفل».

  ولما أخرجه البخاري أن يعلى بن أمية قال لعمر أرني النبي ÷ حين يوحي إليه «قال فبينما النبي ÷ بالجعرانة ومعه نفر من أصحابه جاءه رجل فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متضمخ بطيب فسكت النبي ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر الى يعلى فجاء يعلى وعلى رسول الله ÷ ثوب قد أظل فأدخل رأسه فإذا رسول الله ÷ محمر الوجه وهو يغط ثم سري عنه فقال أين الذي سأل عن العمرة فأتى برجل فقال اغسل الطيب الذي لك ثلاث مرات وأزل عنك الجبة واصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك» قلت لعطا: أراد الإنقاء حين أمره أن يغسل ثلاث مرات؟ قال: نعم.

  وقال في التوشيح: إدعى المالكية أن استدامه الطيب بعد الإحرام: من خصائصه ÷ لأنه من دواعي النكاح فنهى الناس عنه، وكان هو أملك الناس لإربه ولأنه حبب إليه فرخص له فيه، ولمباشرته الملائكة لأجل الوحي انتهى.

(فصل في كيفية الإهلال)

  قال في الأحكام إذا أردت ان شاء الله فرض الحج على نفسك والدخول فيه بفعلك فليكن في أشهر الحج فأت ذا الحليفة وهو الموضع الذي يدعا الشجرة الموضع الذي أحرم منه ÷ فاغتسل لما تريد من فرض الحج على نفسك وفرضك له: فهو الدخول فيه، فهو الإهلال به.

  والإهلال به: فهو الإحرام له وذلك قوله تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}⁣[البقرة: ١٩٧] فإذا اغتسلت وكنت في وقت صلاة فريضة، فصل ما أوجب الله عليك، فقل اللهم إني أريد الحج رغبة مني فيما رغبت فيه منه لطلب ثوابك وتحرياً لرضاك فيسره لي،