الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في مناقب عمار وكونه صريع البغاة]

صفحة 48 - الجزء 1

(فصل) [في مناقب عمار وكونه صريع البغاة]

  وفي الكامل المنير قال: وأما (عمار بن ياسر) | فلم يزل يدعو إلى بيعة علي بن أبي طالب #، ولم يزل معه في حروبه حتى قتل في عسكره داعياً إلى نصرته، مع قول رسول الله ÷: «عمار يدور مع الحق يدور حيثما دار، وما لهم ولعار، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، قاتِلُه وسالِبُه في النار».

  وفي المصأبيح لأبي العباس قال: أخبرنا ابن أبي حازم، عن حبة العرني بالإسناد قال: أبصر عبد الله بن عمرو رجلين يختصمان في رأس عمار ¦، فيقول هذا: أنا قتلته، ويقول هذا الآخر: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: يختصمان أيها يدخل النار أولاً، سمعت رسول الله ÷ يقول: «فاتِلُه وسالِبهُ في النار»، فبلغ ذلك معاويةَ فقال: واللهِ ما نحن قتلناه، وما قتله إلا الذي جآء به. وفي حديث آخر، فبلغ ذلك علياً # فقال: أبعده الله وأخزاه فحمزة قتله النبي ÷ لأنه الذي جاء به إلى أُحد.

  وقال الإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين #: وروينا عن أبي سعيد الخدري أيضاً قال: لما بني المسجد كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي ÷ فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول: «ويحك، تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة، ويدعونك إلى النار، إلا تحمل كما يحمل أصحابك؟ قال: إني اريد الأجر مِن الله تعالى، فجعل ينقض التراب عنه ويقول: ويحك، تقتلك الفئةُ الباغية، تدعوهم إلى الجنة ويدعونك إلى النار».

  (وهذا الحديث) رواه الفقيه العلأمة جمال الدين محمد الملقب بسليم بن سالم في كتابه «الازهار، فيما جاء في أمأم الأبرار».

  وقال الإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين @: وروي أنه لما