الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[عمل الصحابة في الجرح والتعديل]

صفحة 53 - الجزء 1

  قلت: وبالله التوفيق: وقد تقدم صحة ثبوت «تقتلك الفئة الباغية»، في صحيح البخاري في نسخة الصغاني التي قابلها على نسخة الفربري.

  وقال ابن حجر في التلخيص أيضاً: وقد أخرجه الإسماعيلي والبرقاني من الوجه الذي أخرجه منه البخاري فذكرها. «أخرجه الترمذي» من حديث خزيمة بن ثابت والطبراني من حديث عمر وعثمان وعمار و حذيفة وأبي أيوب وزياد وعمرو بن حزم ومعاوية وعبدالله بن عمرو وأبي رافع و مولاة العمار بن ياسر وغيرهم.

  وقال ابن عبد البر: تواترت الأخبار بذلك وهو من أصح الحديث، وقال ابن دحية لا مطعن في صحته ولو كان غير صحيح لردَّه معاوية وأنكره.

  قلت وبالله التوفيق: دل ما قدَّمْنَاه آنفاً من الآية الكريمة والأخبار على تخصيص قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}⁣[آل عمران: ١١٠] وقوله ÷. «خيركم القرن الذي بعثت فيه» الخبر، ونحوهما.

[عمل الصحابة في الجرح والتعديل]

  «وقال الحاكم» في كتاب معرفة أصول الحديث وقد جرح وعدَّل أبو بكَر وعمر وعلي وزيد بن ثابت وبحثوا عن صحيح الروايات وسقيمها.

  قلت وكذلك غيرهم من الصحابة مثل ابن مسعود وعثمان وجماعة من بني أمية وغيرهم ممن رأى النبي ÷، فإنهم جرحوا أبا ذر ¥ ورموه بالكذب وتفاه عثمان إلى الربَذة، وقد شهد له رسول الله ÷ بصدق اللهجة.

  وروى في الكامل المنبر عن النبي ÷ أنه قال: «وما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء، على ذي لهجة أصدق عند الله من أبي ذر».

  وأخرج الترمذي عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله ÷ «ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة، أصدق عند الله ولا أوفى ذمة، من أبي ذر،