مسألة كلامية في الأمر بالشيء مع العلم بأنه لا يقع
  كل امرئ سكينه في رأسه، فقال: ما اسمك؟ قال: لقيم.
  قال: منها أتيت.
  كان معاوية يأكل فيكثر، ثم يقول: ارفعوا، فو الله ما شبعت ولكن مللت وتعبت.
  تظاهرت الأخبار أن رسول الله ÷ دعا على معاوية لما بعث إليه يستدعيه، فوجده يأكل، ثم بعث فوجده يأكل، فقال: اللهم لا تشبع بطنه قال الشاعر:
  وصاحب لي بطنه كالهاوية ... كأن في أحشائه معاوية
  وفي هذا الفصل مسائل الأولى في تفسير قوله #: فاقتلوه ولن تقتلوه، فنقول: إنه لا تنافي بين الأمر بالشيء والإخبار عن أنه لا يقع كما أخبر الحكيم سبحانه عن أن أبا لهب لا يؤمن، وأمره بالإيمان وكما قال تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٩٤}[البقرة: ٩٤]، ثم قال: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا}[الجمعة: ٧] وأكثر التكليفات على هذا المنهاج.
مسألة كلامية في الأمر بالشيء مع العلم بأنه لا يقع
  واعلم أن أهل العدل والمجبرة لم يختلفوا في أنه تعالى قد يأمر بما يعلم أنه لا يقع أو يخبر عن أنه لا يقع، وإنما اختلفوا هل يصح أن يريد ما يعلم أنه لا يقع أو يخبر عنه أنه لا يقع، فقال أصحابنا: يصح ذلك، وقال المجبرة لا يصح؛ لأن إرادة ما يعلم المريد أنه لا يقع قضية متناقضة؛ لأن تحت قولنا أراد مفهوم أن ذلك المراد مما يمكن حصوله؛ لأن إرادة المحال ممتنعة وتحت قولنا: إنه يعلم أنه لا يقع مفهوم أن ذلك المراد مما لا يمكن حصوله؛ لأنا قد