شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما روي من سب معاوية وحزبه لعلي

صفحة 58 - الجزء 4

  هذا حاله وهذا مقداره فيكون من ينتمي إليه، ويدلي به عن الأمر أبعد، وعن الوصول إليه أشحط وأنزح.

  وروى أهل السيرة أن الوليد بن عبد الملك في خلافته ذكر عليا #، فقال: لعنه الله بالجر كان لص ابن لص.

  فعجب الناس من لحنه فيما لا يلحن فيه أحد ومن نسبته عليا # إلى اللصوصية، وقالوا: ما ندري أيهما أعجب وكان الوليد لحانا.

  وأمر المغيرة بن شعبة، وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية حجر بن عدي أن يقوم في الناس فليلعن عليا #، فأبى ذلك فتوعده، فقام فقال: أيها الناس، إن أميركم أمرني أن ألعن عليا فالعنوه، فقال أهل الكوفة: لعنه الله وأعاد الضمير إلى المغيرة بالنية والقصد.

  وأراد زياد أن يعرض أهل الكوفة أجمعين على البراءة من علي # ولعنه، وأن يقتل كل من امتنع من ذلك ويخرب منزله، فضربه الله ذلك اليوم بالطاعون فمات لا | بعد ثلاثة أيام، وذلك في خلافة معاوية.

  وكان الحجاج لعنه الله يلعن عليا # ويأمر بلعنه، وقال له متعرض به يوما وهو راكب: أيها الأمير، إن أهلي عقوني فسموني عليا، فغير اسمي وصلني بما أتبلغ به، فإني فقير، فقال للطف: ما توصلت به قد سميتك كذا، ووليتك العمل الفلاني فاشخص إليه.

  فأما عمر بن عبد العزيز ¥، فإنه قال: كنت غلاما أقرأ القرآن على بعض ولد عتبة بن مسعود، فمر بي يوما، وأنا ألعب مع الصبيان ونحن نلعن عليا.