فصل فيما روي من سب معاوية وحزبه لعلي
  ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه ... من الأود البادي ثقاف المقوم
  وما زلت تواقا إلى كل غاية ... بلغت بها أعلى العلاء المقدم
  فلما أتاك الأمر عفوا ولم يكن ... لطالب دنيا بعده من تكلم
  تركت الذي يفنى لأن كان بائدا ... وآثرت ما يبقى برأي مصمم
  وقال الرضي أبو الحسن ¦:
  يا ابن عبد العزيز لو بكت العين ... فتى من أمية لبكيتك
  غير أني أقول أنك قد طبت ... وإن لم يطب ولم يزك بيتك
  أنت نزهتنا عن السب والقذف ... فلو أمكن الجزاء جزيتك
  ولو أني رأيت قبرك لاستحييت ... من أن أرى وما حييتك
  وقليل أن لو بذلت دماء ... البدن صرفا على الذرا وسقيتك
  دير سمعان فيك مأوى أبي حفص ... بودي لو أنني آويتك
  دير سمعان لا أغبك غيث ... خير ميت من آل مروان ميتك
  أنت بالذكر بين عيني وقلبي ... إن تدانيت منك أو إن نأيتك
  وإذا حرك الحشا خاطر منك ... توهمت أنني قد رأيتك
  وعجيب أني قليت بني مروان ... طرا وأنني ما قليتك
  قرب العدل منك لما نأى الجور ... بهم فاجتويتهم واجتبيتك
  فلو أني ملكت دفعا لما نابك ... من طارق الردى لفديتك