فصل في ذكر المنحرفين عن علي #
  حلم إمام وفقهه، ولا شيء أبغض إلى الله ولا أعم ضررا من جهل إمام وخرقه، ألا وإنه من لم يكن له من نفسه واعظ لم يكن له من الله حافظ، ألا وإنه من أنصف من نفسه لم يزده الله إلا عزا، ألا وإن الذل في طاعة الله أقرب إلى الله من التعزز في معصيته، ثم قال: أين المتكلم آنفا فلم يستطع الإنكار؟ فقال: ها أنا ذا يا أمير المؤمنين، فقال: أما إني لو أشاء لقلت، فقال: إن تعف وتصفح فأنت أهل ذلك.
  قال: قد عفوت وصفحت، فقيل لمحمد بن علي #: ما أراد أن يقول؟ قال: أراد أن ينسبه.
  وروى زرارة أيضا قال: قيل لجعفر بن محمد #: إن قوما هاهنا ينتقصون عليا #، قال: (بم ينتقصونه؟ لا أبا لهم وهل فيه موضع نقيصة؟ والله ما عرض لعلي أمران قط، كلاهما لله طاعة إلا عمل بأشدهما وأشقهما عليه، ولقد كان يعمل العمل كأنه قائم بين الجنة والنار، ينظر إلى ثواب هؤلاء فيعمل له، وينظر إلى عقاب هؤلاء فيعمل له، وإن كان ليقوم إلى الصلاة، فإذا قال: وجهت وجهي تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، ولقد أعتق ألف عبد من كد يده كل منهم يعرق فيه جبينه، وتحفى فيه كفه، ولقد بشر بعين نبعت في ماله مثل عنق الجزور، فقال: بشر الوارث بشر، ثم جعلها صدقة على الفقراء والمساكين وابن السبيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ليصرف الله النار عن وجهه، ويصرف وجهه عن النار).
  و روى القناد عن أبي مريم الأنصاري عن علي # لا يحبني كافر ولا ولد زنا.
  وروى جعفر بن زياد عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب #، فمن أحبه عرفنا أنه منا.