شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل في معنى قول علي فسبوني فإنه لي زكاة

صفحة 112 - الجزء 4

  وأبوه تاج الهدى جعفر الصادق ... وحيا عن الغيوب وحيا

  وأبوه محمد باقر العلم ... مضى لنا هاديا مهديا

  وأبوه السجاد أتقى عباد ... الله لله مخلصا ووفيا

  والحسين الذي تخير أن ... يقضي عزيزا ولا يعيش دنيا

  وأبوه الوصي أول من ... طاف ولبى سبعا وساق الهديا

  طامنت مجده قريش فأعطته ... إلى سدرة السماء رقيا

  أخملت صيته فطار إلى أن ... ملأ الأفق ضجة ودويا

  وأبو طالب كفيل أبي ... القاسم كهلا ويافعا وفتيا

  ولشيخ البطحاء تاج معد ... شيبة الحمد هل علمت سميا

  وأبو عمر العلا هاشم الجود ... ومن مثل هاشم بشريا

  وأبوه الهمام عبد مناف ... قل تقل صادقا وتبدي بديا

  ثم زيد أعني قصي الذي لم ... يك عن ذروة العلاء قصيا

  نسب إن تلفع النسب المحض ... لفاعا كان السليب العريا

  وإذا أظلمت مناسخة الأحساب ... يوما كان المنير الجليا

  يا له مجدة على قدم الدهر ... وقد يفضل العتيق الطريا

  وذكرنا هاهنا ما قبل المعنى وما بعده؛ لأن الشعر حديث والحديث كما قيل: يأخذ بعضه برقاب بعض، ولأن ما قبل المعنى وما بعده مكمل له وموضح مقصده.

  فإن قلت: أي مناسبة بين لفظ الزكاة وانتشار الصيت والسمع؟ قلت: لأن الزكاة هي النماء والزيادة، ومنه سميت الصدقة المخصوصة زكاة؛ لأنها تنمي المال المزكى، وانتشار الصيت نماء وزيادة.