شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في آدم والملائكة أيهما أفضل

صفحة 115 - الجزء 1

  إشارة إلى ما يقوله أهل الحديث في تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}⁣[الأعراف: ١٧٢]؟ والجواب: أنه لا حاجة في تفسير هذه اللفظة إلى تصحيح ذلك الخبر، ومراده # بهذا اللفظ أنه لما كانت المعرفة به تعالى وأدلة التوحيد والعدل مركوزة في العقول أرسل سبحانه الأنبياء أو بعضهم ليؤكدوا ذلك المركوز في العقول، وهذه هي الفطرة المشار إليها بقوله #: (كل مولود يولد على الفطرة).

  ومنها أن يقال إلى ما ذا يشير بقوله أو حجة لازمة هل هو إشارة إلى ما يقوله الإمامية من أنه لا بد في كل زمان من وجود إمام معصوم؟ الجواب: أنهم يفسرون هذه اللفظة بذلك ويمكن أن يكون المراد بها حجة العقل.

  وأما القطب الراوندي فقال في قوله #: (و اصطفى سبحانه من ولده أنبياء)، الولد يقال: على الواحد والجمع؛ لأنه مصدر في الأصل وليس بصحيح؛ لأن الماضي فعل بالفتح والمفتوح لا يأتي مصدره بالفتح، ولكن فعلا مصدر فعل بالكسر، كقولك ولهت عليه ولها ووحمت المرأة وحما.

  ثم قال إن الله تعالى بعث يونس قبل نوح وهذا خلاف إجماع المفسرين وأصحاب السير.

  ثم قال: وكل واحد من الرسل والأئمة كان يقوم بالأمر ولا يردعه عن ذلك قلة عدد أوليائه ولا كثرة عدد أعدائه، فيقال له: هذا خلاف قولك في الأئمة المعصومين، فإنك تجيز عليهم التقية وترك القيام بالأمر إذا كثرت أعداؤهم.

  وقال في تفسير قوله #: من سابق سمي له من بعده أو غابر عرفه