فصل في معنى قول علي إني ولدت على الفطرة
  ويقولون: إن حكم البراءة من الله تعالى، ومن الرسول، ومنه #، ومن أحد الأئمة # حكم واحد.
  ويقولون: إن الإكراه على السب يبيح إظهاره، ولا يجوز الاستسلام للقتل معه، وأما الإكراه على البراءة، فإنه يجوز معه الاستسلام للقتل، ويجوز أن يظهر التبرؤ والأولى أن يستسلم للقتل.
فصل في معنى قول علي إني ولدت على الفطرة
  المسألة الخامسة: أن يقال كيف علل نهيه لهم على البراءة منه # بقوله: فإني ولدت على الفطرة، فإن هذا التعليل لا يختص به #؛ لأن كل أحد يولد على الفطرة.
  قال النبي ÷: (كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه وينصرانه)، و الجواب: أنه # علل نهيه لهم عن البراءة منه بمجموع أمور وعلل، وهي كونه ولد على الفطرة، وكونه سبق إلى الإيمان والهجرة، ولم يعلل بآحاد هذا المجموع، ومراده هاهنا بالولادة على الفطرة، أنه لم يولد في الجاهلية؛ لأنه ولد # لثلاثين عاما مضت من عام الفيل، والنبي ÷ أرسل لأربعين سنة مضت من عام الفيل، وقد جاء في الأخبار الصحيحة أنه ÷ مكث قبل الرسالة سنين عشرا يسمع الصوت، ويرى الضوء، ولا يخاطبه أحد، وكان ذلك إرهاصا لرسالته #، فحكم تلك السنين العشر حكم أيام رسالته ÷، فالمولود فيها إذا كان في حجره، وهو المتولي لتربيته مولود في أيام كأيام النبوة، وليس بمولود في جاهلية محضة ففارقت حاله حال من يدعى له من الصحابة مماثلته في الفضل، وقد روي أن السنة التي ولد فيها علي