القول في آدم والملائكة أيهما أفضل
  من قبله كان من ألطاف الأنبياء المتقدمين وأوصيائهم أن يعرفوا الأنبياء المتأخرين وأوصياءهم، فعرفهم الله تعالى ذلك، وكان من اللطف بالمتأخرين وأوصيائهم أن يعرفوا أحوال المتقدمين من الأنبياء والأوصياء، فعرفهم الله تعالى ذلك أيضا، فتم اللطف لجميعهم.
  ولقائل أن يقول لو كان # قال أو غابر عرف من قبله لكان هذا التفسير مطابقا، ولكنه # لم يقل ذلك وإنما قال عرفه من قبله وليس هذا التفسير مطابقا لقوله عرفه والصحيح أن المراد به من نبي سابق عرف من يأتي بعده من الأنبياء، أي: عرفه الله تعالى ذلك أو نبي غابر نص عليه من قبله وبشر به كبشارة الأنبياء بمحمد ÷: (عَلَى ذَلِكَ نَسَلَتِ [ذَهَبَتِ] اَلْقُرُونُ وَمَضَتِ اَلدُّهُورُ وَسَلَفَتِ اَلآْبَاءُ وَخَلَفَتِ اَلْأَبْنَاءُ إِلَى أَنْ بَعَثَ اَللَّهُ سُبْحَانَهُ مُحَمَّداً ÷ رَسُولَ اَللَّهِ ÷ لِإِنْجَازِ عِدَتِهِ وَإِتْمَامِ نُبُوَّتِهِ مَأْخُوذاً عَلَى اَلنَّبِيِّينَ مِيثَاقُهُ مَشْهُورَةً سِمَاتُهُ كَرِيماً مِيلاَدُهُ وَأَهْلُ اَلْأَرْضِ [اَلْأَرَضِينَ] يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وَطَرَائِقُ [طَوَائِفُ] مُتَشَتِّتَةٌ بَيْنَ مُشَبِّهٍ لِلَّهِ بِخَلْقِهِ أَوْ مُلْحِدٍ فِي اِسْمِهِ أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِهِ فَهَدَاهُمْ بِهِ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ وَأَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِهِ مِنَ اَلْجَهَالَةِ ثُمَّ اِخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمُحَمَّدٍ ÷ لِقَاءَهُ وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ وَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ اَلدُّنْيَا وَرَغِبَ بِهِ عَنْ مَقَامِ [مُقَارَنَةِ مَقَارِّ] اَلْبَلْوَى فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً ÷ وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ اَلْأَنْبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا إِذْ لَمْ يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً بِغَيْرِ طَرِيقٍ وَاضِحٍ