شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما ذكر من سبق علي إلى الهجرة

صفحة 127 - الجزء 4

  يا هذا، إنك قد سألتنا فأجبناك ولم نكتمك شيئا فممن الرجل قال: من قريش.

  قال: بخ، بخ أهل الشرف والرئاسة، فمن أي قريش أنت؟ قال: من تيم بن مرة، قال: أمكنت والله الرامي من الثغرة، أمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر، فكان يدعى مجمعا.

  قال: لا.

  قال: أفمنكم هاشم الذي هشم لقومه الثريد؟ قال: لا.

  قال: أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء؟ قال: لا.

  قال: أفمن المفيضين بالناس أنت؟ قال: لا.

  قال: أفمن أهل الندوة أنت؟ قال: لا.

  قال: أفمن أهل الرفادة أنت؟ قال: لا.

  قال: أفمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا.

  قال: أفمن أهل السقاية؟ قال: لا.

  قال: فاجتذب أبو بكر زمام ناقته ورجع إلى رسول الله ÷ هاربا من الغلام، فقال دغفل: صادف درء السيل درء يصدعه، أما والله لو ثبت لأخبرتك أنك من زمعات قريش، فتبسم رسول الله ÷، وقال علي # لأبي بكر: لقد وقعت يا أبا بكر من الأعرابي على باقعة.

  قال: أجل إن لكل طامة طامة والبلاء موكل بالمنطق فذهبت مثلا.

  وأما هجرته ÷ إلى الطائف، فكان معه علي # وزيد بن