شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

فصل فيما ذكر من سبق علي إلى الهجرة

صفحة 128 - الجزء 4

  حارثة في رواية أبي الحسن المدائني، ولم يكن معهم أبو بكر، وأما رواية محمد بن إسحاق، فإنه قال: كان معه زيد بن حارثة وحده، وغاب رسول الله ÷ عن مكة في هذه الهجرة أربعين يوما، ودخل إليها في جوار مطعم بن عدي.

  وأما هجرته ÷ إلى بني عامر بن صعصعة وإخوانهم من قيس عيلان، فإنه لم يكن معه إلا علي # وحده، وذلك عقيب وفاة أبي طالب أوحي إليه ÷ أخرج منها، فقد مات ناصرك فخرج إلى بني عامر بن صعصعة، ومعه علي # وحده، فعرض نفسه عليهم وسألهم النصر، وتلا عليهم القرآن فلم يجيبوه، فعادا # إلى مكة وكانت مدة غيبته في هذه الهجرة عشرة أيام، وهي أول هجرة هاجرها ÷ بنفسه.

  فأما أول هجرة هاجرها أصحابه ولم يهاجر بنفسه، فهجرة الحبشة هاجر فيها كثير من أصحابه # إلى بلاد الحبشة في البحر، منهم جعفر بن أبي طالب # فغابوا عنه سنين، ثم قدم عليه منهم من سلم وطالت أيامه، وكان قدوم جعفر عليه عام فتح خيبر، فقال ÷ ما أدري بأيهما أنا أسر، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر.