شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم

صفحة 133 - الجزء 4

  وله أتباع وأصحاب، وإليهم أشار الصلتان العبدي بقوله:

  أرى أمة شهرت سيفها ... وقد زيد في سوطها الأصبحي

  بنجدية أو حررية ... وأزرق يدعو إلى أزرقي

  فملتنا أننا مسلمون ... على دين صديقنا والنبي

  أشاب الصغير وأفنى ... الكبير مر الغداة وكر العشي

  إذا ليلة أهرمت يومها ... أتى بعد ذلك يوم فتي

  نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي

  تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقي

  وكان نجدة يصلي بمكة بحذاء عبد الله بن الزبير في جمعة [في كل جمعة]، و عبد الله يطلب الخلافة، فيمسكان عن القتال من أجل الحرم.

  وقال الراعي يخاطب عبد الملك:

  إني حلفت على يمين برة ... لا أكذب اليوم الخليفة قيلا

  ما إن أتيت أبا خبيب وافدا ... يوما أريد لبيعتي تبديلا

  ولما أتيت نجيدة بن عويمر ... أبغي الهدى فيزيدني تضليلا

  من نعمة الرحمن لا من حيلتي ... أنى أعد له علي فضولا

  واستولى نجدة على اليمامة وعظم أمره حتى ملك اليمن، والطائف، وعمان، والبحرين، ووادي تميم، وعامر، ثم إن أصحابه نقموا عليه أحكاما أحدثها في مذهبهم، منها قوله: إن