شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

القول في أديان العرب في الجاهلية

صفحة 117 - الجزء 1

  وَ لاَ عَلَمٍ قَائِمٍ كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ مُبَيِّناً حَلاَلَهُ وَحَرَامَهُ وَفَرَائِضَهُ وَفَضَائِلَهُ وَنَاسِخَهُ وَمَنْسُوخَهُ وَرُخَصَهُ وَعَزَائِمَهُ وَخَاصَّهُ وَعَامَّهُ وَعِبَرَهُ وَأَمْثَالَهُ وَمُرْسَلَهُ وَمَحْدُودَهُ وَمُحْكَمَهُ وَمُتَشَابِهَهُ [مُتَسَابِقَهُ] مُفَسِّراً جُمَلَهُ مُجْمَلَهُ [جُمَلَهُ] وَمُبَيِّناً غَوَامِضَهُ بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَمُوَسَّعٍ عَلَى اَلْعِبَادِ فِي جَهْلِهِ وَبَيْنَ مُثْبَتٍ فِي اَلْكِتَابِ فَرْضُهُ وَمَعْلُومٍ فِي اَلسُّنَّةِ نَسْخُهُ وَوَاجِبٍ فِي اَلسُّنَّةِ أَخْذُهُ وَمُرَخَّصٍ فِي اَلْكِتَابِ تَرْكُهُ وَبَيْنَ وَاجِبٍ لِوَقْتِهِ بِوَقْتِهِ وَزَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ وَمُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ وَبَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ وَمُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ) قوله # نسلت القرون ولدت والهاء في قوله: لإنجاز عدته، راجعة إلى البارئ سبحانه، والهاء في قوله: وإتمام نبوته، راجعة إلى محمد ÷ وقوله: مأخوذ على النبيين ميثاقه، قيل: لم يكن نبي قط إلا وبشر بمبعث محمد ÷ وأخذ عليه تعظيمه وإن كان بعد لم يوجد.

  فأما قوله: وأهل الأرض يومئذ ملل متفرقة فإن العلماء يذكرون أن النبي ÷ بعث والناس أصناف شتى في أديانهم يهود، ونصارى، ومجوس، وصائبون، وعبده أصنام، وفلاسفة، وزنادقة.

القول في أديان العرب في الجاهلية

  فأما الأمة التي بعث محمد ÷ فيها فهم العرب وكانوا أصنافا شتى،