القول في أديان العرب في الجاهلية
  ونسر لحمير ويغوث لهمدان واللات لثقيف بالطائف والعزى لكنانة وقريش وبعض بني سليم ومناة لغسان والأوس والخزرج وكان هبل لقريش خاصة على ظهر الكعبة وأساف ونائلة على الصفا والمروة، وكان في العرب من يميل إلى اليهودية منهم جماعة من التبابعة وملوك اليمن، ومنهم نصارى كبني تغلب والعباديين رهط عدي بن زيد ونصارى نجران، ومنهم من كان يميل إلى الصابئة ويقول بالنجوم والأنواء.
  فأما الذين ليسوا بمعطلة من العرب فالقليل منهم وهم المتألهون أصحاب الورع والتحرج عن القبائح كعبد الله وعبد المطلب وابنه أبي طالب، وزيد بن عمرو بن نفيل، وقس بن ساعدة الإيادي، وعامر بن الظرب العدواني، وجماعة غير هؤلاء.
  وغرضنا من هذا الفصل بيان قوله #: بين مشبه لله بخلقه أو ملحد في اسمه إلى غير ذلك، وقد ظهر بما شرحناه.
  ثم ذكر #: أن محمدا ÷ خلف في الأمة بعده كتاب الله تعالى طريقا واضحا، وعلما قائما، والعلم المنار يهتدى به.
  ثم قسم ما بينه # في الكتاب أقساما: فمنها حلاله وحرامه، فالحلال كالنكاح، والحرام كالزنا.
  ومنها فضائله وفرائضه، فالفضائل النوافل، أي: هي فضلة غير واجبة كركعتي الصبح وغيرهما، والفرائض كفريضة الصبح.
  وقال الراوندي: الفضائل هاهنا، جمع فضيلة، وهي الدرجة الرفيعة وليس بصحيح ألا تراه كيف جعل الفرائض في مقابلتها وقسيما لها، فدل ذلك على أنه أراد النوافل.