القول في أديان العرب في الجاهلية
  (وَفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ اَلْحَرَامِ اَلَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ يَرِدُونَهُ وُرُودَ اَلْأَنْعَامِ وَيَوْلَهُونَ يَأْلَهُونَ إِلَيْهِ وَلَهَ وُلُوهَ اَلْحَمَامِ وَجَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلاَمَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ وَاِخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ وَصَدَّقُوا كَلِمَتَهُ وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ وَتَشَبَّهُوا بِمَلاَئِكَتِهِ اَلْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ يُحْرِزُونَ اَلْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِلْإِسْلاَمِ عَلَماً وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً وَفَرَضَ حَقَّهُ وَأَوْجَبَ حَجَّهُ وَكَتَبَ عَلَيْهِ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ٩٧}[آل عمران: ٩٧] الوله شدة الوجد حتى يكاد العقل يذهب وله الرجل يوله ولها ومن روى يألهون إليه ولوه الحمام، فسره بشيء آخر، وهو يعكفون عليه عكوف الحمام، وأصل أله عبد ومنه الإله، أي: المعبود، ولما كان العكوف على الشيء كالعبادة له لملازمته والانقطاع إليه قيل أله فلان إلى كذا، أي: عكف عليه كأنه يعبده ولا يجوز أن يقال يألهون إليه في هذا الموضع بمعنى يولهون وأن أصل الهمزة الواو كما فسره الراوندي؛ لأن فعولا لا يجوز أن يكون مصدرا من فعلت بالكسر ولو كان يألهون هو يولهون كان أصله أله بالكسر، فلم يجز أن يقول: ولوه الحمام وأما على ما فسرناه نحن فلا يمتنع أن يكون الولوه مصدرا؛ لأن أله مفتوح فصار كقولك دخل دخولا وباقي الفصل غني عن التفسير