باب لزوم ما لا يلزم وإيراد أمثلة منه
  مَا أَبْقَانَا وَنَدَّخِرُهَا [نَذَّخِرُهَا] لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ اَلْإِيمَانِ وَفَاتِحَةُ اَلْإِحْسَانِ وَمَرْضَاةُ اَلرَّحْمَنِ وَمَدْحَرَةُ [مَهْلَكَةُ] اَلشَّيْطَانِ) وأل أي نجا يئل والمصاص خالص الشيء والفاقة الحاجة، والفقر الأهاويل جمع أهوال، والأهوال جمع هول، فهو جمع الجمع كما قالوا أنعام وأناعيم وقيل أهاويل أصله تهاويل، وهي ما يهولك من شي ء، أي: يروعك وإن جاز هذا فهو بعيد؛ لأن التاء قل أن تبدل همزة والعزيمة النية المقطوع عليها ومدحرة الشيطان، أي: تدحره أي تبعده وتطرده.
  وقوله: # استتماما واستسلاما واستعصاما من لطيف الكناية وبديعها، فسبحان من خصه بالفضائل التي لا تنتهي ألسنة الفصحاء إلى وصفها، وجعله إمام كل ذي علم وقدوة كل صاحب خصيصة.
  وقوله: فإنه أرجح الهاء عائدة إلى ما دل عليه قوله أحمده يعني الحمد، والفعل يدل على المصدر وترجع الضمائر إليه، كقوله تعالى: {بَلْ هُوَ شَرٌّ}[آل عمران: ١٨٠] وهو ضمير البخل الذي دل عليه قوله: {يَبْخَلُونَ}[آل عمران: ١٨٠]
باب لزوم ما لا يلزم وإيراد أمثلة منه
  وقوله: # وزن وخزن بلزوم الزاي من الباب المسمى لزوم ما لا يلزم، وهو أحد أنواع البديع وذلك أن تكون الحروف التي قبل الفاصلة حرفا واحدا هذا