شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

باب لزوم ما لا يلزم وإيراد أمثلة منه

صفحة 135 - الجزء 1

  ليست بكثيرة، فمنها قوله سبحانه: {فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ٤٥ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ٤٦}⁣[مريم: ٤٥ - ٤٦]، وقوله تعالى: {وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ٢٧ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ٢٨}⁣[ق: ٢٧ - ٢٨]، وقوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ٢}⁣[العلق: ١ - ٢] وقوله: {وَالطُّورِ ١ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ٢}⁣[الطور: ١ - ٢]، وقوله: {بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ٢٩ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ٣٠}⁣[الطور: ٢٩ - ٣٠]، وقوله: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ٢٨ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ٢٩}⁣[الواقعة: ٢٨ - ٢٩]، وقوله: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٣٩ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ٤٠}⁣[الأنفال: ٣٩ - ٤٠]، والظاهر أن ذلك غير مقصود قصده.

  ومما ورد منه في كلام العرب أن لقيط بن زرارة تزوج ابنة قيس بن خالد الشيباني فأحبته فلما قتل عنها تزوجت غيره، فكانت تذكر لقيطا، فسألها عن حبها له فقالت أذكره، وقد خرج تارة في يوم دجن وقد تطيب، وشرب الخمر، وطرد بقرا فصرع بعضها، ثم جاءني وبه نضح دم وعبير فضمني ضمة وشمني شمة فليتني كنت مت ثمة.

  وقد صنع أبو العلاء المعري كتابا في اللزوم من نظمه، فأتى فيه بالجيد والرديء وأكثره متكلف ومن جيده قوله:

  لا تطلبن بآلة لك حالة ... قلم البليغ بغير حظ مغزل

  سكن السماكان السماء كلاهما ... هذا له رمح وهذا أعزل

  (وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ اَلْمَشْهُورِ وَاَلْعَلَمِ اَلْمَأْثُورِ