ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج
  هيهات مارس فليقا متيقظا ... قلقا إذا سكن البليد رشيقا
  مستسلفا جعل الغبوق صبوحه ... ومرى صبوح غد فكان غبوقا
  وهذه القصيدة من ناصع شعر البحتري ومختاره
ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج
  وقد خرج بعد هذين جماعة من الخوارج بأعمال كرمان وجماعة أخرى من أهل عمان لا نباهة لهم وقد ذكرهم أبو إسحاق الصابي في الكتاب التاجي وكلهم بمعزل عن طرائق سلفهم وإنما وكدهم وقصدهم إخافة السبيل والفساد في الأرض واكتساب الأموال من غير حلها ولا حاجة لنا إلى الإطالة بذكرهم ومن المشهورين برأي الخوارج الذين تم بهم صدق قول أمير المؤمنين # إنهم نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء عكرمة مولى ابن عباس ومالك بن أنس الأصبحي الفقيه يروى عنه أنه كان يذكر عليا # وعثمان وطلحة والزبير فيقول والله ما اقتتلوا إلا على الثريد الأعفر.
  ومنهم المنذر بن الجارود العبدي ومنهم يزيد بن أبي مسلم مولى الحجاج.
  وروي أن الحجاج أتي بامرأة من الخوارج وبحضرته مولاه يزيد بن أبي مسلم وكان يستسر برأي الخوارج فكلم الحجاج المرأة فأعرضت عنه فقال لها يزيد الأمير ويلك يكلمك فقالت بل الويل لك أيها الفاسق الرديء والرديء عند الخوارج هو الذي يعلم الحق من قولهم ويكتمه.
  ومنهم صالح بن عبد الرحمن صاحب ديوان العراق.
  وممن ينسب إلى هذا الرأي من السلف جابر بن زيد وعمرو بن دينار ومجاهد.
  وممن ينسب إليه بعد هذه الطبقة أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي يقال إنه كان يرى رأي الصفرية.