شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عمران بن حطان

صفحة 92 - الجزء 5

  أبا خالد أيقن فلست بخالد ... وما جعل الرحمن عذرا لقاعد

  أتزعم أن الخارجي على الهدى ... وأنتم مقيم بين لص وجاحد

  فكتب إليه أبو خالد

  لقد زاد الحياة إلي حبا ... بناتي إنهن من الضعاف

  أحاذر أن يرين الفقر بعدي ... وأن يشربن رنقا بعد صاف

  وأن يعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف

  ولو لا ذاك قد سومت مهري ... وفي الرحمن للضعفاء كاف

  وقال أبو العباس ومما حدثني به العباس بن أبي الفرج الرياشي عن محمد بن سلام أن عمران بن حطان لما طرده الحجاج جعل يتنقل في القبائل وكان إذا نزل بحي انتسب نسبا يقرب منهم ففي ذلك يقول

  نزلنا في بني سعد بن زيد ... وفي عك وعامر عوبثان

  وفي لخم وفي أدد بن عمرو ... وفي بكر وحي بني الغدان

  ثم خرج حتى لقي روح بن زنباع الجذامي وكان روح يقري الأضياف وكان مسايرا لعبد الملك بن مروان أثيرا عنده وقال ابن عبد الملك فيه من أعطي مثل ما أعطي أبو زرعة أعطي فقه الحجاز ودهاء أهل العراق وطاعة أهل الشام.

  وانتمى عمران إليه أنه من الأزد فكان روح لا يسمع شعرا نادرا ولا حديثا غريبا