شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عمران بن حطان

صفحة 95 - الجزء 5

  أما الصلاة فإني غير تاركها ... كل امرئ للذي يعنى به ساع

  أكرم بروح بن زنباع وأسرته ... قوم دعا أوليهم للعلا داع

  جاورتهم سنة مما أسر به ... عرضي صحيح ونومي غير تهجاع

  فاعمل فإنك منعي بواحدة ... حسب اللبيب بهذا الشيب من داع

  ثم ارتحل حتى أتى عمان فوجدهم يعظمون أمر أبي بلال ويظهر فيهم فأظهر أمره فيهم فبلغ ذلك الحجاج فكتب فيه إلى أهل عمان فهرب حتى أتى قوما من الأزد في سواد الكوفة فنزل بهم فلم يزل عندهم حتى مات وفي نزوله فيهم يقول

  نزلنا بحمد الله في خير منزل ... نسر بما فيه من الأنس والخفر

  نزلنا بقوم يجمع الله شملهم ... وليس لهم دعوى سوى المجد يعتصر

  من الأزد إن الأزد أكرم أسوة ... يمانية طابوا إذا انتسب البشر

  فأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر ... أتوني فقالوا من ربيعة أو مضر

  أم الحي قحطان فتلكم سفاهة ... كما قال لي روح وصاحبه زفر

  وما منهما إلا يسر بنسبة ... تقربني منه وإن كان ذا نفر

  فنحن عباد الله والله واحد ... وأولى عباد الله بالله من شكر