شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الرهين المرادي

صفحة 99 - الجزء 5

  فرجع إلى معاوية فأخبره فقال يا أبا حوثرة لقد عتا بحق هذا جدا ثم وجه إليه جيشا أكثره أهل الكوفة فلما نظر إليهم حوثرة قال لهم يا أعداء الله أنتم بالأمس تقاتلون معاوية لتهدوا سلطانه وأنتم اليوم تقاتلون معه لتشدوا سلطانه فخرج إليه أبوه فدعاه إلى البراز فقال يا أبت لك في غيري مندوحة ولي في غيرك مذهب ثم حمل على القوم وهو يقول

  أكرر على هذي الجموع حوثرة ... فعن قليل ما تنال المغفرة

  فحمل عليه رجل من طيئ فقتله فلما رأى أثر السجود قد لوح جبهته ندم على قتله

الرهين المرادي

  وقال الرهين المرادي أحد فقهاء الخوارج ونساكها:

  يا نفس قد طال في الدنيا مراوغتي ... لا تأمنن لصرف الدهر تنغيصا

  إني لبائع ما يفنى لباقية ... إن لم يعقني رجاء العيش تربيصا

  وأسأل الله بيع النفس محتسبا ... حتى ألاقي في الفردوس حرقوصا

  وابن المنيح ومرداسا وإخوته ... إذ فارقوا هذه الدنيا مخاميصا

  قال أبو العباس وأكثرهم لم يكن يبالي بالقتل وشيمتهم استعذاب الموت والاستهانة بالمنية.

  ومنهم الهازئ بالأمراء وقد قدم إلى السيف ولى زياد شيبان بن عبد الله الأشعري صاحب مقبرة بني شيبان باب عثمان وما يليه بالبصرة فجد في طلب الخوارج وأخافهم فلم