شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

عمران بن الحارث الراسبي

صفحة 103 - الجزء 5

  أعطيت لسانا صارما وقلبا كليلا فلوددت أن صرامة لسانك كانت لقلبك وكلال قلبك كان للسانك أتحض على الحق وتقعد عنه وتقبح الباطل وتقيم عليه فقال نافع يا أبا الوازع إنما ننتظر الفرص إلى أن تجمع من أصحابك من تنكئ به عدوك فقال أبو الوازع

  لسانك لا تنكي به القوم إنما ... تنال بكفيك النجاة من الكرب

  فجاهد أناسا حاربوا الله واصطبر ... عسى الله أن يجزي غوي بني حرب

  يعني معاوية ثم قال والله لا ألومك ونفسي ألوم ولأغدون غدوة لا أنثني بعدها أبدا ثم مضى فاشترى سيفا وأتى صيقلا كان يذم الخوارج ويدل على عوارتهم فشاوره في السيف فحمده ثم قال اشحذه فشحذه حتى إذا رضيه خبط به الصيقل فقتله وحمل على الناس فهربوا منه حتى أتى مقبرة بني يشكر فدفع عليه رجل حائط ستره فشدخه وأمر ابن زياد بصلبه

عمران بن الحارث الراسبي

  قال أبو العباس ومن نساكهم الذين قتلوا في الحرب عمران بن الحارث الراسبي قتل يوم دولاب التقى هو والحجاج بن باب الحميري وكان الأمير يومئذ على أهل البصرة وصاحب رايتهم فاختلفا ضربتين فخرا ميتين فقالت أم عمران ترثيه

  الله أيد عمرانا وطهره ... وكان يدعو الله في السحر