بعت سواري بعضب مخذم
  فكلاهما قد كان مختشعا ... لله ذا تقوى وذا بر
  في مخبتين ولم أسمهم ... كانوا ندي وهم أولو نصري
  وهم مساعر في الوغي رجح ... وخيار من يمشي على العفر
  حتى وفوا لله حيث لقوا ... بعهود لا كذب ولا غدر
  فتخالسوا مهجات أنفسهم ... وعداتهم بقواضب بتر
  وأسنة أثبتن في لدن ... خطية بأكفهم زهر
  تحت العجاج وفوقهم خرق ... يخفقن من سود ومن حمر
  فتوقدت نيران حربهم ... ما بين أعلى البيت والحجر
  وتصرعت عنهم فوارسهم ... لم يغمضوا عينا على وتر
  صرعى فخاوية بيوتهم ... وخوامع بجسومهم تفري
  قال أبو الفرج وأقام ابن عطية بحضرموت بعد ظفره بالخوارج حتى أتاه كتاب مروان يأمره بالتعجيل إلى مكة فيحج بالناس فشخص إلى مكة متعجلا مخفا في تسعة عشر فارسا وندم مروان على ما كتبه وقال قتلت ابن عطية وسوف يخرج متعجلا مخفا من اليمن ليلحق الحج فيقتله الخوارج فكان كما قال صادفه في طريقه جماعة متلففة فمن كان منهم إباضيا قال ما تنتظر أن ندرك ثأر إخواننا ومن لم يكن منهم إباضيا ظن أنه إباضي منهزم من ابن عطية فصمد له سعيد وجمانة ابنا الأخنس