شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

61 - ومن كلام له # لما خوف من الغيلة

صفحة 132 - الجزء 5

٦١ - ومن كلام له # لما خوف من الغيلة

  وَ إِنَّ عَلَيَّ مِنَ اَللَّهِ جُنَّةً حَصِينَةً فَإِذَا جَاءَ يَوْمِي اِنْفَرَجَتْ عَنِّي وَأَسْلَمَتْنِي فَحِينَئِذٍ لاَ يَطِيشُ اَلسَّهْمُ وَلاَ يَبْرَأُ اَلْكَلْمُ الغيلة القتل على غير علم ولا شعور والجنة الدرع وما يجن به أي يستتر من ترس وغيره وطاش السهم إذا صدف عن الغرض والكلم الجرح ويعني بالجنة هاهنا الأجل وعلى هذا المعنى الشعر المنسوب إليه #:

  من أي يومي من الموت أفر ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر

  فيوم لا يقدر لا أرهبه ... ويوم قد قدر لا يغني الحذر

  ومنه قول صاحب الزنج

  وإذا تنازعني أقول لها قري ... موت يريحك أو صعود المنبر

  ما قد قضى سيكون فاصطبري له ... ولك الأمان من الذي لم يقدر

  ومثله

  قد علم المستأخرون في الوهل ... أن الفرار لا يزيد في الأجل

  والأصل في هذا كله قوله تعالى {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا}⁣[آل عمران: ١٤٥]