شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

62 - ومن خطبة له #

صفحة 144 - الجزء 5

  ويمكن أن يقال الظل أعم من الفيء لأن الفيء لا يكون إلا بعد الزوال وكل فيء ظل وليس كل ظل فيئا فلما كان فيهما تغاير معنوي بهذا الاعتبار صحت الإضافة.

  والسابغ التام وقلص أي انقبض.

  وقوله # بينا تراه أصل بينا بين فأشبعت الفتحة فصارت بينا على وزن فعلى ثم تقول بينما فتزيد ما والمعنى واحد تقول بينا نحن نرقبه أتانا أي بين أوقات رقبتنا إياه أتانا والجمل تضاف إليها أسماء الزمان كقولك أتيتك زمن الحجاج أمير ثم حذفت المضاف الذي هو أوقات وولي الظرف الذي هو بين الجملة التي أقيمت مقام المضاف إليه كقوله {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}⁣[يوسف: ٨٢].

  وكان الأصمعي يخفض ببينا إذا صلح في موضعه بين وينشد بيت أبي ذؤيب بالجر

  بينا تعنقه الكمأة وروغه ... يوما أتيح له جريء سلفع

  وغيره يرفع ما بعد بينا وبينما على الابتداء والخبر وينشد هذا البيت على الرفع.

  وهذا المعنى متداول قال الشاعر

  ألا إنما الدنيا كظل غمامة ... أظلت يسيرا ثم خفت فولت

  وقال

  ظل الغمام وأحلام المنام فما ... تدوم يوما لمخلوق على حال