شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

نسب أبي بكر ونبذة من أخبار أبيه

صفحة 155 - الجزء 1

  واعلم أن في الكلام تقديما وتأخيرا وتقديره، (و لا يرقى إلي الطير فطفقت أرتئي بين كذا وكذا، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا ثم فصبرت وفي العين قذى إلى آخر القصة)؛ لأنه لا يجوز أن يسدل دونها ثوبا ويطوي عنها كشحا، ثم يطفق يرتئي بين أن ينابذهم أو يصبر، ألا ترى أنه إذا سدل دونها ثوبا وطوى عنها كشحا فقد تركها وصرمها ومن يترك ويصرم لا يرتئي في المنابذة والتقديم والتأخير طريق لاحب وسبيل مهيع في لغة العرب.

  قال سبحانه: {الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ١ قَيِّمًا}⁣[الكهف: ١ - ٢]، أي: أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا وهذا كثير.

  وقوله # حتى يلقى ربه بالوقف والإسكان، كما جاءت به الرواية في قوله سبحانه: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ٨}⁣[البينة: ٨] بالوقف أيضا.

نسب أبي بكر ونبذة من أخبار أبيه

  ابن أبي قحافة المشار إليه هو أبو بكر، واسمه القديم عبد الكعبة، فسماه رسول الله ÷ عبد الله واختلفوا في عتيق، فقيل: كان اسمه في الجاهلية، وقيل: بل سماه به رسول الله ÷، واسم أبي قحافة عثمان، وهو عثمان بن عامر، بن عمرو، بن كعب، بن سعد، بن تيم بن، مرة بن، كعب بن، لؤي بن غالب، وأمه ابنة عم أبيه، وهي أم الخير، بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد.

  أسلم أبو قحافة يوم الفتح جاء به ابنه أبو بكر إلى النبي ÷ وهو شيخ كبير، رأسه كالثغامة البيضاء فأسلم.

  فقال رسول الله ÷: غيروا شيبته.