66 - ومن كلام له # في معنى الأنصار
  اِحْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ وَأَضَاعُوا اَلثَّمَرَةَ قد ذكرنا فيما تقدم طرفا من أخبار السقيفة فأما هذا الخبر الوارد في الوصية بالأنصار فهو خبر صحيح أخرجه الشيخان محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري في مسنديهما عن أنس بن مالك قال مر أبو بكر والعباس رضي الله تعالى عنهما بمجلس من الأنصار في مرض رسول الله ÷ وهم يبكون فقالا ما يبكيكم قالوا ذكرنا محاسن رسول الله ÷ فدخلا على النبي ÷ وأخبراه بذلك فخرج ÷ وقد عصب على رأسه حاشية برده فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه
  ثم قال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم.
  فأما كيفية الاحتجاج على الأنصار فقد ذكرها علي # وهي أنه لو كان ÷ ممن يجعل الإمامة فيهم لأوصى إليهم ولم يوص بهم.
  وإلى هذا نظر عمرو بن سعيد بن العاص وهو المسمى بالأشدق فإن أباه لما مات خلفه غلاما فدخل إلى معاوية فقال إلى من أوصى بك أبوك فقال إن أبي أوصى إلي ولم يوص بي فاستحسن معاوية منه ذلك فقال إن هذا الغلام لأشدق فسمي الأشدق.
  فأما قول أمير المؤمنين احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة فكلام قد تكرر منه