يوم السقيفة
  ولا جمعت الصلاة إلا في مساجدكم ولا عرف الإيمان إلا من أسيافكم فاملكوا عليكم أمركم فإن أبى هؤلاء فمنا أمير ومنهم أمير.
  فقال عمر هيهات لا يجتمع سيفان في غمد إن العرب لا ترضى أن تؤمركم ونبيها من غيركم وليس تمتنع العرب أن تولى أمرها من كانت النبوة فيهم وأولو الأمر منهم لنا بذلك الحجة الظاهرة على من خالفنا والسلطان المبين على من نازعنا من ذا يخاصمنا في سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة.
  فقام الحباب وقال يا معشر الأنصار لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من الأمر فإن أبوا عليكم ما أعطيتموهم فاجلوهم عن بلادكم وتولوا هذا الأمر عليهم فأنتم أولى الناس بهذا الأمر إنه دان لهذا الأمر بأسيافكم من لم يكن يدين له أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب إن شئتم لنعيدنها جذعة والله لا يرد أحد علي ما أقول إلا حطمت أنفه بالسيف.
  قال فلما رأى بشير بن سعد الخزرجي ما اجتمعت عليه الأنصار من تأمير سعد بن عبادة وكان حاسدا له وكان من سادة الخزرج قام فقال أيها الأنصار إنا وإن كنا ذوي سابقة فإنا لم نرد بجهادنا وإسلامنا إلا رضا ربنا وطاعة نبينا ولا ينبغي لنا أن نستطيل بذلك على الناس ولا نبتغي به عوضا