مرض رسول الله ÷ وأمره أسامة بن زيد على الجيش
  وإنهما لمن أحب الناس إلي، فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم)، ثم نزل ودخل بيته وجاء المسلمون يودعون رسول الله ÷ ويمضون إلى عسكر أسامة بالجرف.
  وثقل رسول الله ÷ واشتد ما يجده، فأرسل بعض نسائه إلى أسامة وبعض من كان معه يعلمونهم ذلك فدخل أسامة من معسكره والنبي ÷ مغمور، وهو اليوم الذي لدوه فيه فتطأطأ أسامة عليه فقبله ورسول الله ÷ قد أسكت، فهو لا يتكلم فجعل يرفع يديه إلى السماء، ثم يضعهما على أسامة كالداعي له، ثم أشار إليه بالرجوع إلى عسكره والتوجه لما بعثه فيه، فرجع أسامة إلى عسكره، ثم أرسل نساء رسول الله ÷ إلى أسامة يأمرنه بالدخول، ويقلن إن رسول الله ÷ قد أصبح بارئا، فدخل أسامة من معسكره يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، فوجد رسول الله ÷ مفيقا فأمره بالخروج وتعجيل النفوذ، وقال اغد على بركة الله وجعل يقول أنفذوا بعث أسامة ويكرر ذلك، فودع رسول الله ÷ وخرج ومعه أبوبكر وعمر، فلما ركب جاءه رسول أم أيمن، فقال إن رسول الله ÷ يموت، فأقبل ومعه أبوبكر وعمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله ÷ حين زالت الشمس من هذا اليوم، وهو يوم الإثنين، وقد مات واللواء مع بريدة بن الحصيب، فدخل باللواء فركزه عند باب رسول الله ÷، وهو مغلق وعلي #، وبعض بني هاشم مشتغلون بإعداد جهازه وغسله.
  فقال: العباس لعلي، وهما في الدار امدد يدك أبايعك، فيقول الناس عم رسول الله ÷ بايع ابن عم رسول الله ÷ فلا يختلف عليك