عهد أبي بكر بالخلافة إلى عمر بن الخطاب
  وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ}[البقرة: ١٨٨]، أي: تدفعوها إليهم رشوة وأصله من أدليت الدلو في البئر أرسلتها.
  فإن قلت فإن أبابكر إنما دفعها إلى عمر حين مات ولا معنى للرشوة عند الموت.
  قلت لما كان # يرى أن العدول بها عنه إلى غيره إخراج لها إلى غير جهة الاستحقاق شبه ذلك بإدلاء الإنسان بماله إلى الحاكم، فإنه إخراج للمال إلى غير وجهه فكان ذلك من باب الاستعارة.
عهد أبي بكر بالخلافة إلى عمر بن الخطاب
  وابن الخطاب، هو أبو حفص عمر الفاروق وأبوه الخطاب بن نفيل، بن عبد العزى، بن رياح، بن عبد الله، بن قرط، بن رزاح، بن عدي، بن كعب، بن لؤي، بن غالب، وأم عمر حنتمة بنت هاشم، بن المغيرة، بن عبد الله، بن عمر بن مخزوم.
  لما احتضر أبوبكر قال للكاتب: اكتب هذا ما عهد عبد الله بن عثمان، آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة في الساعة التي يبر فيها الفاجر، ويسلم فيها الكافر، ثم أغمي عليه، فكتب الكاتب عمر بن الخطاب، ثم أفاق أبوبكر، فقال اقرأ ما كتبت فقرأ، وذكر اسم عمر.
  فقال: أنى لك هذا؟ قال: ما كنت لتعدوه.
  فقال: أصبت.
  ثم قال: أتم كتابك.
  قال: ما أكتب؟ قال: اكتب وذلك حيث أجال رأيه وأعمل فكره فرأى أن هذا الأمر لا يصلح آخره إلا بما يصلح به أوله، ولا يحتمله إلا أفضل العرب مقدرة وأملكهم لنفسه، وأشدهم في حال الشدة وأسلسهم في حال اللين وأعلمهم برأي ذوي الرأي لا يتشاغل بما لا يعنيه ولا يحزن لما لم ينزل به،