شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خبر مقتل محمد بن أبي حذيفة

صفحة 100 - الجزء 6

  فاسمعوا قولي وأطيعوا أمري فو الله لئن أطعتموني لا تغوون وإن عصيتموني لا ترشدون خذوا للحرب أهبتها وأعدوا لها عدتها فقد شبت نارها وعلا سنانها وتجرد لكم فيها الفاسقون كي يعذبوا عباد الله ويطفئوا نور الله ألا إنه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والمكر والجفاء بأولى في الجد في غيهم وضلالتهم من أهل البر والزهادة والإخبات في حقهم وطاعة ربهم إني والله لو لقيتهم فردا وهم ملأ الأرض ما باليت ولا استوحشت وإني من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحن عليه لعلى ثقة وبينة ويقين وبصيرة وإني إلى لقاء ربي لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر ولكن أسفا يعتريني وحزنا يخامرني أن يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعباده خولا والفاسقين حزبا وايم الله لو لا ذلك لما أكثرت تأنيبكم وتحريضكم ولتركتكم إذ ونيتم وأبيتم حتى ألقاهم بنفسي متى حم لي لقاؤهم فو الله إني لعلى الحق وإني للشهادة لمحب فانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ولا تثاقلوا إلى الأرض فتقروا بالخسف وتبوءوا بالذل ويكن نصيبكم الخسران إن أخا الحرب اليقظان ومن ضعف أودى ومن ترك الجهاد كان كالمغبون المهين اللهم اجمعنا وإياهم على الهدى وزهدنا وإياهم في الدنيا واجعل الآخرة خيرا لنا ولهم من الأولى

خبر مقتل محمد بن أبي حذيفة

  قال إبراهيم وحدثني محمد بن عبد الله بن عثمان عن المدائني أن محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس أصيب لما فتح عمرو بن العاص مصر فبعث به