شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

خبر مقتل الإمام علي كرم الله وجهه

صفحة 115 - الجزء 6

  وقد روي لنا من طرق غير هذه أن عليا أعطى الناس فلما بلغ ابن ملجم أعطاه وقال له

  أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد

  قال أبو الفرج وحدثني أحمد بن عيسى العجلي بإسناد ذكره في الكتاب إلى أبي زهير العبسي قال كان ابن ملجم من مراد وعداده في كندة فأقبل حتى قدم الكوفة فلقي بها أصحابه وكتمهم أمره وطوى عنهم ما تعاقد هو وأصحابه عليه بمكة من قتل أمراء المسلمين مخافة أن ينتشر وزار رجلا من أصحابه ذات يوم من بني تيم الرباب فصادف عنده قطام بنت الأخضر من بني تيم الرباب وكان علي قتل أخاها وأباها بالنهروان وكانت من أجمل نساء أهل زمانها فلما رآها شغف بها واشتد إعجابه فخطبها فقالت له ما الذي تسمي لي من الصداق فقال احتكمي ما بدا لك فقالت أحتكم عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما وأن تقتل علي بن أبي طالب.

  فقال لها لك جميع ما سألت وأما قتل علي فأنى لي بذلك قالت تلتمس غرته فإن أنت قتلته شفيت نفسي وهنأك العيش معي وإن قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا فقال لها أما والله ما أقدمني هذا المصر وقد كنت هاربا منه لآمن أهله إلا ما سألتني من قتل علي.

  قالت له فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على هذا ويقويك ثم بعثت إلى وردان بن مجالد أحد بني تيم الرباب فخبرته الخبر وسألته معاونة ابن ملجم فتحمل لها ذلك وخرج ابن ملجم فأتى رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة وقال له يا شبيب هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال وما ذاك قال تساعدني على قتل علي وكان شبيب على رأي الخوارج فقال له هبلتك الهبول لقد جئت شيئا إدا وكيف تقدر ويحك على ذلك قال ابن ملجم نكمن له في المسجد الأعظم