خبر مقتل الإمام علي كرم الله وجهه
  قال أبو الفرج وقد كان ابن ملجم أتى الأشعث بن قيس في هذه الليلة فخلا به في بعض نواحي المسجد ومر بهما حجر بن عدي فسمع الأشعث وهو يقول لابن ملجم النجاء النجاء بحاجتك فقد فضحك الصبح قال له حجر قتلته يا أعور وخرج مبادرا إلى علي وقد سبقه ابن ملجم فضربه فأقبل حجر والناس يقولون قتل أمير المؤمنين.
  قال أبو الفرج وللأشعث بن قيس في انحرافه عن أمير المؤمنين أخبار يطول شرحها
  منها حديث حدثنيه محمد بن الحسين الأشنانداني قال حدثني إسماعيل بن موسى قال حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن موسى بن أبي النعمان قال جاء الأشعث إلى علي يستأذن عليه فرده قنبر فأدمى الأشعث أنفه فخرج علي وهو يقول ما لي ولك يا أشعث أما والله لو بعبد ثقيف تمرست لاقشعرت شعيراتك قيل يا أمير المؤمنين ومن عبد ثقيف قال غلام لهم لا يبقي أهل بيت من العرب إلا أدخلهم ذلا قيل يا أمير المؤمنين كم يلي أو كم يمكث قال عشرين إن بلغها
  قال أبو الفرج وحدثني محمد بن الحسين أيضا بإسناد ذكره أن الأشعث دخل على علي فكلمه فأغلظ علي له فعرض له الأشعث أنه سيفتك به فقال له علي أبالموت تخوفني أو تهددني فو الله ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت علي.
  قال أبو الفرج قال أبو مخنف فحدثني أبي عن عبد الله بن محمد الأزدي قال إني لأصلي تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أول الليل إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة قياما وقعودا وركوعا وسجودا ما يسأمون إذ خرج عليهم علي بن أبي طالب الفجر فأقبل ينادي الصلاة الصلاة فرأيت بريق السيف وسمعت قائلا يقول الحكم لله يا علي لا لك