شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

70 - ومن كلام له # في ذم أهل العراق

صفحة 128 - الجزء 6

  كالسافلين من بني عم وكالمولاة تموت من غير ولد ولا من يجري مجراه فيرثها مولاها ولا نسب بينها وبينه.

  ثم أقسم أنه لم يأتهم اختيارا ولكن المقادير ساقته إليهم سوقا يعني اضطرارا.

  وصدق # لأنه لو لا يوم الجمل لم يحتج إلى الخروج من المدينة إلى العراق وإنما استنجد بأهل الكوفة على أهل البصرة اضطرارا إليهم لأنه لم يكن جيشه الحجازي وافيا بأهل البصرة الذين أصفقوا على حربه ونكث بيعته ولم يكن خروجه عن المدينة وهي دار الهجرة ومفارقته لقبر رسول الله ÷ وقبر فاطمة عن إيثار ومحبة ولكن الأحوال تحكم وتسوق الناس إلى ما لا يختارونه ابتداء.

  وقد روي هذا الكلام على وجه آخر ما أتيتكم اختيارا ولا جئت إليكم شوقا بالشين المعجمة.

  ثم قال بلغني أنكم تقولون يكذب وكان كثيرا ما يخبر عن الملاحم والكائنات ويومئ إلى أمور أخبره بها رسول الله ÷ فيقول المنافقون من أصحابه يكذب كما كان المنافقون الأولون في حياة رسول الله ÷ يقولون عنه يكذب.

  وروى صاحب كتاب الغارات عن الأعمش عن رجاله قال خطب علي # فقال والله لو أمرتكم فجمعتم من خياركم مائة ثم لو شئت لحدثتكم من غدوة إلى أن تغيب الشمس لا أخبرتكم إلا حقا ثم لتخرجن فلتزعمن أني أكذب الناس وأفجرهم

  وقد روى صاحب هذا الكتاب وغيره من الرواة أنه قال إن أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قبله للإيمان.