ذكر مطاعن النظام على الإمام علي والرد عليه
  رأسه كان يدعو ويتضرع إلى الله في تعجيل الظفر بالمخدج وحيث يطرق كان يغلبه الهم والفكر فيطرق.
  ثم حين يقول ما كذبت ولا كذبت كيف ينتظر نزول الوحي فإن من نزل عليه الوحي لا يحتاج أن يسند الخبر إلى غيره ويقول ما كذبت فيما أخبرتكم به عن رسول الله ص.
  ومما طعن به النظام عليه
  أنه # قال إذا حدثتكم عن رسول الله ÷ فهو كما حدثتكم فو الله لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله ÷ وإذا سمعتموني أحدثكم فيما بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة.
  قال النظام هذا يجري مجرى التدليس في الحديث ولو لم يحدثهم عن رسول الله ÷ بالمعاريض وعلى طريق الإيهام لما اعتذر من ذلك.
  فنقول في الجواب إن النظام قد وهم وانعكس عليه مقصد أمير المؤمنين وذلك أنه # لشدة ورعه أراد أن يفصل للسامعين بين ما يخبر به عن نفسه وبين ما يرويه عن رسول الله ÷ وذلك لأن الضرورة ربما تدعوه إلى استعماله المعاريض لا سيما في الحرب المبنية على الخديعة والرأي فقال لهم كلما أقول لكم قال لي رسول الله ÷ فاعلموا أنه سليم من المعاريض خال من الرمز والكناية لأني لا أستجيز ولا أستحل أن أعمي أو ألغز في حديث رسول الله ص.
  وما حدثتكم به عن نفسي فربما أستعمل فيه المعاريض لأن الحرب خدعة.