شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مروان بن الحكم ونسبه وأخباره

صفحة 163 - الجزء 6

  لو انضممت إلى أصحابك رحمك الله فإني أراك في قلة فقال إن معنا يا أمير المؤمنين من الملائكة مددا أضعاف من تأمرنا بالانضمام إليهم قال فضحك مروان وسر بذلك وقال للناس ممن كان حوله ألا تستمعون قال أبو جعفر وكان قاتل الضحاك رجلا من كلب يقال له زحنة بن عبد الله فلما قتله وأحضر الرأس إلى مروان ظهرت عليه كآبة وقال الآن حين كبرت سني ودق عظمي وصرت في مثل ظمء الحمار أقبلت أضرب الكتائب بعضها ببعض.

  قال أبو جعفر وروي أن مروان أنشد لما بويع ودعا إلى نفسه

  لما رأيت الأمر أمرا نهبا ... سيرت غسان لهم وكلبا

  والسكسكيين رجالا غلبا ... وطيئا تأباه إلا ضربا

  والقين تمشي في الحديد نكبا ... ومن تنوخ مشمخرا صعبا

  لا يملكون الملك إلا غصبا ... وإن دنت قيس فقل لا قربا

  قال أبو جعفر وخرج الناس منهزمين بعد قتل الضحاك فانتهى أهل حمص إلى حمص وعليها النعمان بن بشير فلما عرف الخبر خرج هاربا ومعه ثقله وولده وتحير ليلته كلها وأصبح وهو بباب مدينة حمص فرآه أهل حمص فقتلوه وخرج زفر بن الحارث الكلابي من قنسرين هاربا فلحق بقرقيسياء وعليها عياض بن أسلم الجرشي فلم يمكنه من دخولها فحلف له زفر بالطلاق والعتاق أنه إذا دخل حمامها خرج منها وقال له إن لي حاجة إلى دخول الحمام فلما دخلها لم يدخل حمامها وأقام بها وأخرج عياضا