شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أخبار عائشة في خروجها من مكة إلى البصرة بعد مقتل عثمان

صفحة 215 - الجزء 6

  قال كل من صنف في السير والأخبار أن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى إنها أخرجت ثوبا من ثياب رسول الله ÷ فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين إليها هذا ثوب رسول الله ÷ لم يبل وعثمان قد أبلى سنته.

  قالوا أول من سمى عثمان نعثلا عائشة والنعثل الكثير شعر اللحية والجسد وكانت تقول اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا.

  وروى المدائني في كتاب الجمل قال لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة وبلغ قتله إليها وهي بشراف فلم تشك في أن طلحة هو صاحب الأمر وقالت بعدا لنعثل وسحقا إيه ذا الإصبع إيه أبا شبل إيه يا ابن عم لكأني أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له حثوا الإبل ودعدعوها.

  قال وقد كان طلحة حين قتل عثمان أخذ مفاتيح بيت المال وأخذ نجائب كانت لعثمان في داره ثم فسد أمره فدفعها إلى علي بن أبي طالب #.

أخبار عائشة في خروجها من مكة إلى البصرة بعد مقتل عثمان

  وقال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه أن عائشة لما بلغها قتل عثمان وهي بمكة أقبلت مسرعة وهي تقول إيه ذا الإصبع لله أبوك أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا فلما انتهت إلى شراف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي فقالت له ما عندك قال قتل عثمان قالت ثم ما ذا قال ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار بايعوا عليا فقالت لوددت أن السماء انطبقت على الأرض إن تم هذا ويحك انظر ما تقول قال هو ما قلت لك يا أم المؤمنين فولولت فقال لها ما شأنك يا أم المؤمنين