أخبار عائشة في خروجها من مكة إلى البصرة بعد مقتل عثمان
  أنساع الهودج ثم قال لمحمد بن أبي بكر اكفني أختك فحملها محمد حتى أنزلها دار عبد الله بن خلف الخزاعي.
  بعث علي عبد الله بن عباس إلى عائشة يأمرها بالرحيل إلى المدينة قال فأتيتها فدخلت عليها فلم يوضع لي شيء أجلس عليه فتناولت وسادة كانت في رحلها فقعدت عليها فقالت يا ابن عباس أخطأت السنة قعدت على وسادتنا في بيتنا بغير إذننا فقلت ليس هذا بيتك الذي أمرك الله أن تقري فيه ولو كان بيتك ما قعدت على وسادتك إلا بإذنك ثم قلت إن أمير المؤمنين أرسلني إليك يأمرك بالرحيل إلى المدينة فقالت وأين أمير المؤمنين ذاك عمر فقلت عمر وعلي قالت أبيت قلت أما والله ما كان أبوك إلا قصير المدة عظيم المشقة قليل المنفعة ظاهر الشؤم بين النكد وما عسى أن يكون أبوك والله ما كان أمرك إلا كحلب شاة حتى صرت لا تأمرين ولا تنهين ولا تأخذين ولا تعطين وما كنت إلا كما قال أخو بني أسد
  ما زال إهداء الصغائر بيننا ... نث الحديث وكثرة الألقاب
  حتى نزلت كأن صوتك بينهم ... في كل نائبة طنين ذباب
  قال فبكت حتى سمع نحيبها من وراء الحجاب ثم قالت إني معجلة الرحيل إلى بلادي إن شاء الله تعالى والله ما من بلد أبغض إلي من بلد أنتم فيه قلت ولم ذاك فو الله لقد جعلناك للمؤمنين أما وجعلنا أباك صديقا قالت يا ابن عباس أتمن علي برسول الله قلت ما لي لا أمن عليك بمن لو كان منك لمننت به علي.
  ثم أتيت عليا # فأخبرته بقولها وقولي فسر بذلك وقال لي {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}[آل عمران: ٣٤] وفي رواية أنا كنت أعلم بك حيث بعثتك