شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

الآثار والأخبار الواردة في الزهد

صفحة 235 - الجزء 6

  وقال علي # طوبى لمن عرف الناس ولم يعرفوه تعجلت له منيته وقل تراثه وفقد باكياته.

  وكان يقال في الجوع ثلاث خصال حياة للقلب ومذلة للنفس ويورث العقل الدقيق من المعاني.

  وقال رجل لإبراهيم بن أدهم أريد أن تقبل مني دراهم قال إن كنت غنيا قبلتها منك وإن كنت فقيرا لم أقبلها قال فإني غني قال كم تملك قال ألفي درهم قال أفيسرك أن تكون أربعة آلاف قال نعم قال لست بغني ودراهمك لا أقبلها.

  وكان أبو حازم الأعرج إذا نظر إلى الفاكهة في السوق قال موعدك الجنة إن شاء الله تعالى.

  ومر أبو حازم بالقصابين فقال له رجل منهم يا أبا حازم هذا سمين فاشتر منه قال ليس عندي دراهم قال أنا أنظرك قال فأفكر ساعة ثم قال أنا أنظر نفسي.

  نزل الحجاج في يوم حار على بعض المياه ودعا بالغداء وقال لحاجبه انظر من يتغدى معي واجهد ألا يكون من أهل الدنيا فرأى الحاجب أعرابيا نائما عليه شملة من شعر فضربه برجله وقال أجب الأمير فأتاه فدعاه الحجاج إلى الأكل فقال دعاني من هو خير من الأمير فأجبته قال من هو قال الله دعاني إلى الصوم فصمت قال أفي هذا اليوم الحار قال نار جهنم أشد حرا قال أفطر وتصوم غدا قال إن ضمنت لي البقاء إلى غد قال ليس ذلك إلي قال فكيف أدع عاجلا لآجل لا تقدر عليه قال إنه طعام طيب قال إنك لم تطيبه ولا الخباز ولكن العافية طيبته لك.

  وقال شبيب كنا سنة في طريق مكة فجاء أعرابي في يوم صائف شديد الحر