شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

83 - ومن كلام له # في ذكر عمرو بن العاص

صفحة 280 - الجزء 6

٨٣ - ومن كلام له # في ذكر عمرو بن العاص

  عَجَباً لاِبْنِ اَلنَّابِغَةِ يَزْعُمُ لِأَهْلِ اَلشَّامِ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةٌ وَأَنِّي اِمْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً وَنَطَقَ آثِماً أَمَا وَشَرُّ اَلْقَوْلِ اَلْكَذِبُ إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيِكْذِبُ وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ وَيَخُونُ اَلْعَهْدَ وَيَقْطَعُ اَلْإِلَّ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ اَلْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هُوَ مَا لَمْ تَأْخُذِ اَلسُّيُوفُ مَآخِذَهَا فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ أَكْبَرُ [أَكْبَرَ] مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ اَلْقَوْمَ اَلْقِرْمَ [اَلْقَوْمَ] سَبَّتَهُ أَمَا وَاَللَّهِ إِنِّي لَيَمْنَعُنِي مِنَ اَللَّعِبِ ذِكْرُ اَلْمَوْتِ وَإِنَّهُ لَيَمْنَعُهُ مِنْ قَوْلِ اَلْحَقِّ نِسْيَانُ اَلآْخِرَةِ وَإِنَّهُ لَمْ يُبَايِعْ مُعَاوِيَةَ حَتَّى شَرَطَ لَهُ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً وَيَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ اَلدِّينِ رَضِيخَةً الدعابة المزاح دعب الرجل بالفتح ورجل تلعابة بكسر التاء كثير اللعب والتلعاب بالفتح مصدر لعب.

  والمعافسة المعالجة والمصارعة ومنه الحديث عافسنا النساء والممارسة نحوه.

  يقول # إن عمرا يقدح في عند أهل الشام بالدعابة واللعب وأني كثير