شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مفاخرة بين الحسن بن علي ورجالات من قريش

صفحة 286 - الجزء 6

  قال معاوية إني لا أرى ذلك ولا أفعله قالوا عزمنا عليك يا أمير المؤمنين لتفعلن فقال ويحكم لا تفعلوا فو الله ما رأيته قط جالسا عندي إلا خفت مقامه وعيبه لي قالوا ابعث إليه على كل حال قال إن بعثت إليه لأنصفنه منكم.

  فقال عمرو بن العاص أتخشى أن يأتي باطله على حقنا أو يربي قوله على قولنا قال معاوية أما إني إن بعثت إليه لآمرنه أن يتكلم بلسانه كله قالوا مره بذلك.

  قال أما إذ عصيتموني وبعثتم إليه وأبيتم إلا ذلك فلا تمرضوا له في القول واعلموا أنهم أهل بيت لا يعيبهم العائب ولا يلصق بهم العار ولكن اقذفوه بحجره تقولون له إن أباك قتل عثمان وكره خلافة الخلفاء من قبله.

  فبعث إليه معاوية فجاءه رسوله فقال إن أمير المؤمنين يدعوك.

  قال من عنده فسماهم له فقال الحسن # ما لهم خر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ثم قال يا جارية ابغيني ثيابي اللهم إني أعوذ بك من شرورهم وأدرأ بك في نحورهم وأستعين بك عليهم فاكفنيهم كيف شئت وأنى شئت بحول منك وقوة يا أرحم الراحمين ثم قام فلما دخل على معاوية أعظمه وأكرمه وأجلسه إلى جانبه وقد ارتاد القوم وخطروا خطران الفحول بغيا في أنفسهم وعلوا ثم قال يا أبا محمد إن هؤلاء بعثوا إليك وعصوني.

  فقال الحسن # سبحان الله الدار دارك والإذن فيها إليك والله إن كنت أجبتهم إلى ما أرادوا وما في أنفسهم إني لأستحيي لك من الفحش وإن كانوا غلبوك على رأيك إني لأستحيي لك من الضعف فأيهما تقرر وأيهما تنكر أما إني