شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

مفاخرة بين الحسن بن علي ورجالات من قريش

صفحة 289 - الجزء 6

  من المؤلفة قلوبهم تسرون الكفر وتظهرون الإسلام وتستمالون بالأموال وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله ÷ يوم بدر وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله ÷ ومعك ومع أبيك راية الشرك وفي كل ذلك يفتح الله له ويفلج حجته وينصر دعوته ويصدق حديثه ورسول الله ÷ في تلك المواطن كلها عنه راض وعليك وعلى أبيك ساخط وأنشدك الله يا معاوية أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول الله ÷ فقال اللهم العن الراكب والقائد والسائق أتنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم تنهاه عن ذلك

  يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا ... بعد الذين ببدر أصبحوا فرقا

  خالي وعمي وعم الأم ثالثهم ... وحنظل الخير قد أهدى لنا الأرقا

  لا تركنن إلى أمر تكلفنا ... والراقصات به في مكة الخرقا

  فالموت أهون من قول العداة لقد ... حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا

  والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت وأنشدكم الله أيها الرهط أتعلمون أن عليا حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله ÷ فأنزل فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}⁣[المائدة: ٨٧] وأن رسول الله ÷ بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة فنزلوا من حصنهم فهزموا فبعث عليا بالراية فاستنزلهم على حكم الله وحكم رسوله وفعل في خيبر مثلها