شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أمر عمرو بن العاص في صفين

صفحة 315 - الجزء 6

  فيهتك مجمع اللبات منه ... ونقع الحرب مطرد يئوب

  فقلت له أتلعب يا ابن هند ... كأنك بيننا رجل غريب

  أتغرينا بحية بطن واد ... إذا نهشت فليس لها طبيب

  وما ضبع يدب ببطن واد ... أتيح له به أسد مهيب

  بأضعف حيلة منا إذا ما ... لقيناه ولقياه عجيب

  سوى عمرو وقته خصيتاه ... وكان لقلبه منه وجيب

  كان القوم لما عاينوه ... خلال النقع ليس لهم قلوب

  لعمر أبي معاوية بن حرب ... وما ظني ستلحقه العيوب

  لقد ناداه في الهيجا علي ... فأسمعه ولكن لا يجيب

  فغضب عمرو وقال إن كان الوليد صادقا فليلق عليا أو فليقف حيث يسمع صوته.

  وقال عمرو

  يذكرني الوليد دعا علي ... ونطق المرء يملؤه الوعيد

  متى تذكر مشاهده قريش ... يطر من خوفه القلب الشديد

  فأما في اللقاء فأين منه ... معاوية بن حرب والوليد

  وعيرني الوليد لقاء ليث ... إذا ما شد هابته الأسود

  لقيت ولست أجهله عليا ... وقد بلت من العلق اللبود

  فأطعنه ويطعني خلاسا ... وما ذا بعد طعنته أريد

  فرمها منه يا ابن أبي معيط ... وأنت الفارس البطل النجيد

  وأقسم لو سمعت ندا علي ... لطار القلب وانتفخ الوريد