شرح نهج البلاغة،

ابن أبي الحديد (المتوفى: 656 هـ)

أمر عمرو بن العاص في صفين

صفحة 317 - الجزء 6

  بدت أمس من عمرو فقنع رأسه ... وعورة بسر مثلها حذو حاذيه

  فقولا لعمرو ثم بسر ألا انظرا ... لنفسكما لا تلقيا الليث ثانيه

  ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما ... هما كانتا والله للنفس واقيه

  ولولاهما لم تنجوا من سنانه ... وتلك بما فيها إلى العود ناهيه

  متى تلقيا الخيل المغيرة صبحة ... وفيها علي فاتركا الخيل ناحيه

  وكونا بعيدا حيث لا يبلغ القنا ... نحوركما إن التجارب كافيه

  وروى الواقدي قال قال معاوية يوما بعد استقرار الخلافة له لعمرو بن العاص يا أبا عبد الله لا أراك إلا ويغلبني الضحك قال بما ذا قال أذكر يوم حمل عليك أبو تراب في صفين فأزريت نفسك فرقا من شبا سنانه وكشفت سوأتك له فقال عمرو أنا منك أشد ضحكا إني لأذكر يوم دعاك إلى البراز فانتفخ سحرك وربا لسانك في فمك وغصصت بريقك وارتعدت فرائصك وبدا منك ما أكره ذكره لك فقال معاوية لم يكن هذا كله وكيف يكون ودوني عك والأشعريون قال إنك لتعلم أن الذي وصفت دون ما أصابك وقد نزل ذلك بك ودونك عك والأشعريون فكيف كانت حالك لو جمعكما مأقط الحرب فقال يا أبا عبد الله خض بنا الهزل إلى الجد إن الجبن والفرار من علي لا عار على أحد فيهما